طيب و صلنا في قصتنا الى الجزء الثالث و الاخير
انبهر مقبل من اول نظره له في المتجر حينما و قعت عينية على التلفاز الذي كان يبث اخبار عن الشركة التي كان يعمل فيها بأنها قد اغلقت ابوابها بعد ان كانت من الشركات التي تمول احدى الشركات الكبرى من قطع الغيار للسيارات فحمد الله ان قدم على عمل جديد و الا كانت ستكون هناك مأساه الى مأساتة المنزلية وبينما هو يتجول هنا و هناك بحثا عن ادوات السلامة اللازمة لعمله الجديد رأى اطياف من بنات الجاليات العربية الائي اصبحن مقلدات للموضه و حب شراء الملابس التي لا تليق بمجتمعاتنا الاسلامية و التقاليد العربية فمنهن من تلبس ملا بس ضيقة و تلبس الحجاب الاسلامي و بعضهن يوم ان وصلت الى البلدان الغربية حتى الحجاب لم تعد تلبسة.
المهم لندع هذا و نمضي مع اخونا مقبل بعد ان اخذ كل اغراضه ما ضيا الى سيارتة و هو يهز رأسة عجبا من حال الناس في هذه الايام و يشكر الله انة ما زالت في اليمنيين المغتربين حب الستر و حب الحجاب ولا تزال العادات و التقاليد اليمنية موجوده في اوساط ابناء اليمن.
يمضي مقبل بسيارتة نحو المنزل و لكن هذه المره قرر ان يعود الى بيته و مهما حصل فهو سيتعامل مع الوضع بكل روية لأنة يعلم ان المرأه خلقت من ضلع اعوج.
بينما كان يسوق سيارتة متجها الى منزله و جد مقبل اشخاص من اصحابة الذين كانوا يعملون معه في الشركة و كلا منهم يشكي الى الله حاله فمنهم من كان لا يملك المال الكافي لتسديد الفواتير و منهم من لا يملك المال ليرسل الى اهلة في بلده. المهم ان الوضع كان مأساويا بالنسبة لمقبل و كان بدوره قد اخبرهم عن الشركة الجديده التي فتحت مجالا للعمل فيها و اخبرهم عن مساعده رجل المكتب سعيد لة.
اما بالنسبة لمقبلة فقد تخلت نهائيا عن اطماعها و لم يعد يشكل الهم عندها سوى كيف تستعيد مقبل الى حياتها و حياة ابناءها ليكتمل البيت الاسري الواحد.
كانت حياة مقبلة فارغة تماما بدون مقبل في البيت و اصبحت حياتها لا معنى لها بدونه و حتى اطفاله كانوا يعانون من فرقة ابيهم للبيت الاسري الواحد.
يصل مقبل الى منزل العزوبيه كما اسميتة في الفصل السابق و اول شئ عملة هو اتصال هاتفي. يرن التلفون...
مقبل: آلو .
مقبلة :اهلا بتاج راسي حيا الله من جاء.
مقبل: حياش الله يا بنت العم. اخبريني عن احوالكم و احوال الاولاد؟
مقبلة: كلهم بخير و يسلموا عليك .
مقبل: الله يسلمش و يسلمهم . ممكن اتكلم مع الاولاد لو سمحتي. مقبل عمره ما قال لو سمحتي من قبل و كانت الدهشة بالنسبة لمقبلة ان يقول هذا الكلام و كان صداها على مقبلة كبير اذ ذرفت دموعها بحراره من عينيها فرحا بالطريقة التي تكلم معها مقبل بها.
مقبلة: طيب لحظه ادعيهم لك . تقوم مقبلة بدعوة الاولاد ليتكلموا مع ابيهم في الهاتف. بالرغم من انهم كانوا يتصلون بة دائما الى عملة لكن هذه المره كان للهاتف معنى و ذوق آخر بالنسبة لمقبل و لاولاده و لمقبلة في نفس الوقت.
يتكلم مقبل مع اولاده و الدموع تنمهر من عيون ابناءه و من عيني مقبل على فراقهم وهم يبكون على فراقة .
تأخذ مقبلة الهاتف عنوه من يد ابنتها التي كانت تحب ابوها بجنون فقد كانت اكثر حبا لاباها كما هو الحال لكثير من البنات اللاتي يحببن ابائهن بشكل لا يوصف.
مقبلة: حبيبي ممكن ترجع البيت و ننسى الماضي و اعاهدك اني ما اسألك شئ الا ما اديتة انت من نفسك .
مقبل: وانا كنت فكر نفس التفكير لو تسأليني اي شئ اعطية لش قبل ما تسأليني يا حبيبتي.
مقبل و مقبلة بهذه المكالمة تذكرا ايام الصبا بعد زواجهما حيث كان كل واحد لا يمل من النظر الى حبيبة و كانت اسعد الايام وكأنها تعود من جديد فهما في هذه الحال كل واحد يشتي ان يرضي الطرف الاخر.
و في نفس الوقت الفراق كان قويا و لكن لم يستطع ان يتغلب على العشره الزوجيه و الحب العميق بين الزوجين.
مقبل: طيب يا حياتي بس اشتي لحظات احزم شنطتي و اغراضي دقايق و انا عندش.
مقبلة: ان شاء الله توصل على خير .
مقبل: ان شاء الله .
مقبلة:مع السلامة يا حبيبي.
مقبل: مع السلامة يا عمري.
تقفل مقبلة سماعة التلفون و تذهب فورا الى غرفتها لتنقي اجمل ملابسها و تحسن من حالها و تبخر البيت و تلبس الاولاد ملابس للقاء المغترب القادم حبيبها مقبل.
اما مقبل فقد امسك بالسماعة لبرهه و سمعة لا يكاد يصدق كل هذا الحنان و هذه الكلمات من مقبلة زوجتة و حبيبة قلبة و ام اولاده. و لم يكن بوسعه الا ان قبل سماعة التلفون بدون وعي منة. لكنة الشوق يفعل فعلتة.
يأخذ مقبل اغراضة الى سيارتة ثم يتوكل على الله للعوده الى منزلة و يعتذر من صديقة الذي وقف معه و قت شدتة.
ساق مقبل سيارتة الى منزله و كان اول من لا قاه الى الطريق بعد خروجه من السياره هي ابنتة الاموره الصغيره كما كان يسميها ثم تلا بعد ذلك ابناءه.
و لا تسأل عن حال قلب مقبلة و هي تسمع و قع خطوات مقبل امام الباب.
اما مقبل فكأنة يرى مقبله ليلة زفافهما فقد ابهرته بمبلابسها الجميلة .
كانت هناك دمعات حاره بينهما و قبلات حنونة و التف حولهما اولادهما يحضنان اعطف اب و احن ام.
و كلا يبتسم و يضحك فرحا بعودة البيت على ما كان علية قبل الخلاف.
في حينها قامت مقبلة بأعداد الطعام و مقبل اتجة الى غرفة الجلوس مع اولاده الذين احاطوا به من كل الجهات و هو يقبل هذا و يحظن هذا و مقبلة تنظر اليهم و تبتسم فرحا بعودة زوجها و كان درسا قاسيا لها و قررت الا تسأل مقبل اي شئ يتضمن تقليد للغرب و الحضاره الغربية و اقسمت بينها و بين نفسها انها ستترك صديقات السوء و تهتم لبيتها و عش الزوجية و تعليم ابناءها كما علمتها امها وانها ستكون اعظم زوجه و ان تبعث السعاده في بيتها مهما كان الامر.
اما انا فسأودع مقبل و مقبلة و البيت السعيد بعد ان كنت ضيفا في قصتهما و لقد عانيت الامرين من كثير من القراء الذين لم يكن لهم النقد البناء و لم يعرفوا قصتي و كانت نظرتهم قاصره ومن زاويه محصوره وهي لماذا اخترت الكلب و لم اختر قط او سياره او ذهب او خلاف ذلك.
و التفسير لأن القاص ليس بالضروره كيف يكتب قصتة لكن كيف يحبس انفاس القراء و يجبرهم على انتظار المزيد
من قصصه سواء كانت واقعية او خيالية المهم ان يشجع الكتاب من ابناء مدينة الملوك على الكتابة بدلا من الجهل و النظره القاصره من زوايا محدوده.
و اما انتم يا احبابي القراء فتحية لكم من الاعماق و السماح على اي شئ كنت قد قصرت فية و ترقبوا الجديد.
حقوق النقل و النشروالطبع محفوظة للكاتب توفيق حميدي