الكشف فى اليمن عن تحالف بين القاعدة وانفصاليين جنوبيين

بوابة اليمن - متابعات - كشف مصدر يمنى مطّلع عن وجود تحالف لتنظيم "القاعدة-فرع اليمن" مع قادة جنوبيين يدعون للانفصال. ويأتى هذا الكشف داعما لتحذيرات من داخل المؤسسة الرسمية اليمنية وخارجها من أن وحدة اليمن ما تزال مستهدفة رغم مضى قرابة العقدين على تحقيقها.

وكثيرا ما يترافق التقييم الإيجابى من قبل المراقبين للتجربة اليمنية فى عهد الرئيس على عبد الله صالح لجهة ما تحقق للبلد من نجاحات فى إرساء السلم الاجتماعية والحفاظ على وحدته الترابية، مع نزوع إلى التحذير من وجود درجة عالية من الاستهداف متعدّد الأشكال والمصادر للتجربة الوحدوية اليمنية التى يعتبرها البعض إحدى أبرز الإنجازات العربية فى سياقها.

ويسجّل مراقبون أن البلد الذى لم تَحْبُهُ الطبيعة بوفرة فى الموارد تمكّن من العبور بتجربته عبر العديد من مناطق الزوابع والهزات وصمد وحيدا بوجه الكثير من التهديدات الداخلية والخارجية، ودفع جزءا هاما من فاتورة عدم الاستقرار فى الجزء المقابل له من القارة الافريقية، وكثيرا ما وجد فى بعض أشقائه معينين على عدم استقراره وملاذا آمنا لدعاة تخريب وحدته وفصل جزئيه.

وفضلا عما تمثله مشكلة القرصنة فى السواحل الصومالية وخليج عدن من تهديد أمنى مباشر لليمن، فإن البلد يستقبل موجات من المهاجرين الأفارقة الفارّين من تفجّر الأوضاع الأمنية فى بلدانهم، ولا سيما فى الصومال الذى لم يعرف الاستقرار منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.

ويمثل الكشف عن هذا التحالف بين القاعدة والانفصاليين الجنوبيين المعادل العملى لتلك التحذيرات، حيث بلغ التهديد حسب ما نقله موقع "نبأ نيوز" الإلكترونى اليمنى عن مصدر وصفه بـ"الموثوق" درجة متقدمة من التنظم، وتبدو أطرافه مستعدة للمرور إلى تنفيذ مخططاتها.

وكشف هذا المصدر أن عناصر تنتمى لتنظيم القاعدة ومطلوبة على ذمة قضايا الإرهاب بمحافظة أبين شرق اليمن بادرت بعقد اجتماعات مع قادة جنوبيين سبق لهم أن دعوا لانفصال جنوب اليمن عن شماله.

ومن بين من شاركوا فى تلك الاجتماعات أشار المصدر بالإسم إلى سالم الرضوى المنتمى إلى تنظيم القاعدة وأحد العائدين من أفغانستان والكثير من المطلوبين للسلطات بارتكاب أعمال إرهابية، بينها اعتداءات على عدد من أفراد الأمن، وضد منشآت حكومية وخاصة، وسبق تعميم صورهم وبياناتهم على الدوريات ونقاط التفتيش.

وبحسب الموقع، فإن الاجتماع بين عناصر القاعدة وبعض العناصر الانفصالية خلص إلى الاتفاق على القيام بتنفيذ عمليات تستهدف رجال الأمن والمنشآت الحكومية، من خلال "القيام بإطلاق النار على أفراد الأمن أثناء تواجدهم فى الأسواق".

وكانت مناطق فى أبين "خنفر وجعار" شهدت خلال الشهر الماضى عمليات مسلحة، داهمت خلالها الأجهزة الأمنية مقراً لجماعة وصفتها بالإرهابية واشتبكت معها وسقط على إثر العملية ضحايا.

ولا يكتفى اليمن بالمعادلة الأمنية العسكرية فى الحفاظ على استقراره وصون وحدته الترابية بل يعمل على إرساء تجربة ديمقراطية تعددية متدرجة. كما يزاوج بين الشدّة فى التصدى للإرهاب والنزوع الانفصالية، وبين النهج التصالحى المتجاوز على أخطاء البعض.

يذكر أن اليمن أعلن فى يوليو الماضى عن تمكّن قوّاته المسلحة من حسم الحرب التى شنها الحوثيون فى منطقة صعدة. كما سبق لرئيسه على عبد الله صالح أن أصدر عفوا عما يعرف بقائمة الـ16 المحكوم على أفرادها فى جنايات جسيمة تمس بوحدة البلد وعلى رأسها قائد حرب انفصال الجنوب على سالم البيض.
المصدر - العرب اونلاين -زهير بوحرام: