أمراض الكلى المزمنة أسباب رئيسية في حدوث أمراض القلب والشرايين
د. فؤاد شعيرية لـ « «الشرق الاوسط» »: نسبة تصلب الشرايين لدى المصابين بها عالية وتؤدي لوفيات أعلى بـ 10 ـ 30 مرة
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
من المعروف طبياً أن أمراض الكلى المزمنة هي مشكلة صحية شائعة على المستوى العالمي، وقد سجلت الإحصائيات ازدياداً في حصول وظهور حالات الفشل الكلوي ذات المضاعفات الخطيرة والتكلفة المادية الكبيرة في الولايات المتحدة الأميركية. وقد وصل العدد الذي يعالج بالغسيل أو زراعة الكلى إلى أكثر من 320 ألف حالة في عام 1998 والمتوقع أن يرتفع إلى 650 الف في عام 2010. وقد وجد أن أمراض القلب والشرايين شائعة بين هذه الفئة من المرضى وتعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة بين هذه الفئة.
ومن المعروف طبياً أيضاً أن أمراض القلب والشرايين يمكن علاجها، لا بل حتى منع حدوثها ، إلا أن أمراض الكلى المزمنة وجد أنها أسباب رئيسية في حصول أمراض القلب والشرايين والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة بنسبة عشر إلى ثلاثين مرة في مرضى الفشل الكلوي المزمن والذين يخضعون للغسيل أكثر من غيرهم من السكان.
الكلى والقلب
* يؤكد نائب مدير مركز الكلى بجدة واستشاري أمراض الكلى الدكتور فؤاد شعيرية أن هذه الخطورة تزداد بنسبة مطردة تبعاً لزيادة نسبة ضعف وظائف الكلى، وكذلك تبعاً للأسباب المؤدية للفشل الكلوي، فمرضى داء السكري الذين لديهم فشل كلوي مزمن تكون نسبة الإصابة لديهم أكثر من غير مرضى السكر الذين يخضعون للغسيل. كما ان نسبة تصلب الشرايين في الأجزاء المتوسطة والداخلية هي عالية في مرضى الفشل الكلوي المزمن، مما يؤدي إلى حدوث الذبحات الصدرية أو جلطات القلب الحادة وهبوط القلب أو حتى تصلب الشرايين الطرفية.
وأحيانا وبالرغم من سلامة الشرايين نفسها إلا أن هذه الفئة من المرضى قد يحصل لهم علامات قصور الشرايين، وذلك نتيجة احتقان الجسم بالسوائل وتضخم البطين الأيسر من القلب مما يؤدي إلى زيادة الحاجة للأوكسجين وحصول قصور في شرايين القلب الصغيرة. كما أن الضعف الحاصل في الشرايين من تصلب أو حتى تغيرات في الشرايين الكبيرة بالجسم، قد تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم الانقباضي وتضخم البطين الأيسر من القلب وبالتالي قصور في شرايين القلب.
دراسة أميركية
* حوالي 40% من مرضى الغسيل الدموي لديهم قصور في شرايين القلب أو هبوط في القلب ونسبة تضخم البطين الأيسر هي أيضا عالية، وذلك طبقاً لدراسة حديثة أجريت في كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية. وذكر في الدراسة نفسها أن: ـ من العوامل المساعدة في حصول أمراض شرايين القلب هي وجود زلال بالبول وحتى لو كان بنسبة صغيرة مصحوبة بزيادة نسبة الدهون أو ارتفاع نسبة السكر وزيادة ضغط الدم. وقد وجد أن هناك رابطة قوية بين وجود الزلال بنسبة صغيرة في البول وحصول أمراض القلب والشرايين القلبية والطرفية، خصوصاً في النوع الثاني من مرضى السكر بسبب تقدمهم في السن. وكما ذكر سابقاً وجود قصور في وظائف الكلى مع وجود بروتين أو زلال بالبول هي من أعراض أمراض الكلى المزمنة.
كما ان وجود الزلال بنسبة بسيطة في البول لدى مرضى ارتفاع الضغط وجد أيضا مصحوبا بتغيرات واضحة في الشرايين الكبيرة بالجسم مقارنة بمرضى الضغط الذين لا يوجد لديهم زلال بالبول. فكما هو الحال في مرضى الكلى السكري وجود الزلال في غير مرضى السكر مصحوبا أيضا بحصول أمراض القلب والشرايين.
فقر الدم
* ومن العوامل المساعدة أيضا في حصول أمراض القلب والشرايين هو فقر الدم وقد ذكر ذلك في دراسة أجريت ونشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، حيث ذكر أن فقر الدم يعرف إذا كانت نسبة الهيموجلوبين اقل من 12جم/ دسل في النساء واقل من 13جم/ دسل في الرجال وهي تصل إلى نسبة 21,6% في الأميركيين من أصحاب البشرة السمراء و5% من اصحاب البشرة البيضاء. وقد وجد أن نسبة حدوث أمراض القلب والشرايين لديهم تصل إلى 41% أكثر من الفئة التي ليست لديها فقر دم وقد أجريت هذه الدراسة في مدة 6.1 سنة. ووجد أن نسبة أمراض القلب والشرايين بين النساء المصابات بفقر الدم تصل إلى 71% أكثر من النساء اللاتي ليس لديهن فقر دم. ونسبة الوفيات تصل إلى 65% في هذه الفئة عن غيرهم.
وفقر الدم المزمن يؤدي إلى زيادة نسبة ضخ القلب عن طريق عوامل عدة كما انه يؤدي إلى نقص المقاومة في الشرايين الطرفية وزيادة العمل السيمباثاوي.
وقد وجد أن فقر الدم بنسبة اقل من 10جم/ دسل يؤدي إلى تغيرات كبيرة في بطين القلب وضعف وظائفه لو ظلت هذه النسبة منخفضة بهذا المستوى لمدة طويلة. وقد نشرت كلية الطب في هارفارد نتائج هذه الدراسات.
- الكود:
-