الحمد لله و الصلاة على رسول الله و بعد :
منذ قديم الزمان و الظلم له أوجه و أشكال عديدة و أن هيمن مرات لكن مصيره الخزي و العار في النهاية , و الشعب اليمني بثقافته الجاهلية و التي شرعها حكام الأئمة , و كرسها النظام الجمهوري من بعده - ديمة و خلفنا بابها - مخالفاً بذلك أحد الأهداف التي قام من أجلها ( إلغاء الفوارق و الامتيازات بين الطبقات ) , و التي لم يتحقق أي من أهدافها , و كذلك الابتعاد عن هدى الله و هدي النبي صلى الله عليه و سلم , كان و لا زال يمثل مرتع خصب لظلم الإنسان لأخيه الإنسان , و من هذه القضايا و التي تؤرق ملايين الناس في اليمن , و التي تعتبر وصمة عار في جبين هذا البلد المسلم .
قضية المزين , أو الخمس , او الخدام , أو الناقص , و الطرف , و قليل أصل , هلم جراً , و هم أصحاب الحرف الدنيا و إن تعددت مسمياتها , و المقصود بها كل عمل يأنف الشخص من القيام به لخدمة الآخرين , كالحدادة , و الجزارة , الحياكة , و صناعة أدوات المنزل سواء من الفخار أو من الحجر و هو ما يسمى صانعها بالموقر و الممدر , و الكي و الحجامة , و إحياء الحفلات , و إعلام الناس , و الحلاقة , و تزيين العرسان و العرائس , و الطبل و المزمار و الطاسة , و نظم الخرز , و إلخ رغم أنها مهن عمل ببعضها أنبياء و رسل و أولياء و صحابة و صالحون .
فهذه الشريحة من الناس على عظم إننشارها تعاني من التهميش , و النظرة الدونية ممن يحسبون أنفسهم أعلى منزلة , فيما يمكن أن نطلق عليه الطبقية في اليمن , وهم من يطلقون على أنفسهم مسميات ما أنزل الله بها من سلطان كأمثال :-
السادة و الأشراف ( طبقة الهاشميين ) , و المشائخ و القبائل ( طبقة القبائل ) .
ومن أصناف التفرقة العنصرية و إن جاز التعبير التي مورست و تمارس ضد هولاء الناس :-
1 - عدم تزويجهم أو التزوج منهم ( يمكن الزواج من نصرانية أو يهودية بحجة أن الإسلام شرع ذلك لكنهم لا يحتكمون لشرع الله في هذه المسالة , وقد تعتبر من الرجولة و من المسموح به إقامة علاقة غير مشروعة - الزنا - مع فتيات هذه الطبقة , ولكنها من أكبر الكبائر التزوج بها , و كذلك لو أحب شاب من هذه الطبقة فتاة من الطبقات الأخرى ليس أمامهما سوى ما سبق في حال الاستسلام للعواطف.
2 - إرغامهم على القيام بالأعمال الدنيا و التي قد تكون من أعمال النساء مثل الطبخ في الأعراس و غيرها من المناسبات دون مراعاة لظروف عائلية أو صحية أو نفسية .
3 - عدم السماح مجالسة من هم أعلى طبقياً , و الجلوس دائماً نهاية المجلس .
4 - انتهاك حرماتهم و أعراضهم باعتبارهم مستضعفين .
5 - العمل على تجهيلهم و منع وصولهم لمراحل متقدمة من النضج الفكري .
6 - إطلاق الألقاب عليهم و تعليمها لأولادهم و المجاهرة بها ( خير خلف لخير سلف ) .
7 - كسر شوكتهم باحتقارهم و ممارسة التعذيب النفسي عليهم لضمان عدم تطلعهم لتحسين أوضاعهم .
8 - عرقلتهم عن الوصول لمراتب عليا إن تمكنوا من الفكاك و الانخراط في الحياة العملية .
9 - استغلالهم و عدم إعطائهم حقوقهم , كالأغرام كواحد من القبيلة رغم بعد ذلك عن الواقع .
10- وراثتهم لهذا الوضع كابر عن كابر و لو كانت عندهم الرغبة في التحرر منه كما لو كان قاعدة كونية ( تحرر العبيد في العالم و بقي المهمشون في اليمن على حالهم رغم انتمائهم لخير أمه أخرجت للناس ) يستطيع أحدهم تغيير دينه إلى الإسلام و الانخراط في المجتمع , و لكن لا يستطيع أحدهم تغيير طبقته .