نجود "تشد أزر" المنظمات النسائية وقد حظيت قضية طلب الطفلة نجود الطلاق _والذي يعد الأول في تاريخ اليمن_ باهتمام كبير من قبل الأوساط الإعلامية والمنظمات المدنية داخل اليمن وخارجه ،حيث أثارت قضيتها ردود أفعال واسعة ،وفتحت الباب لمناقشة قضية زواج الصغيرات ،وكذا موقف القانون اليمني من هذا الموضوع
ويعتقد الكثير من الآباء في اليمن أن زواج البنت وهي صغيرة ضمان للحفاظ على شرفها وشرف العائلة، وأن زواج الصبيان بعد بلوغهم مباشرة يحميهم من الانحراف وممارسة الفاحشة.
بالإضافة إلى أن الفقر له دور كبير في هذا النوع من الزواج، إذ تجبر العائلات على تزويج بناتهن وهن أطفال للتخفيف من العبء المالي على أسرة الأب. وبسبب الزواج والحمل المبكرين تحتل اليمن رأس القائمة في معدلات الدول الأكثر عرضة لظاهرة وفيات الأمهات، والتي تقدر بخمسة آلاف حالة وفاة في العام الواحد.
الزواج السياحي وينتشر زواج الفتيات في اليمن في فصل الصيف، مع وصول السياح الخليجيين، وخاصة السعوديين الذين يقدمون على ما يسمي بالزواج السياحي حيث يزوج آباء يمنيون بناتهم لرجال كبار بالسن يقدمون مهرا كبيرا، وينتهي هذا الزواج بانتهاء الموسم السياحي.
كما كشفت دراسة ميدانية نشرت مؤخرا أن ظاهرة زواج الفتيات القاصرات في اليمن منتشرة أكثر من زواج الذكور، إذ تبلغ نسبة الإناث اللواتي تزوجن وهم دون سن الخامسة عشر إلى 52% مقابل 7% للذكور. كما و تبلغ نسبة ما يطلق عليه "زواج الأطفال" إلى 65% من حالات الزواج أغلبها في المناطق الريفية حيث يبلغ عمر الطفلة المتزوجة من 8 إلى 10 سنوات.
وكان من نتيجة ذلك أن أوصت دراسة قام بها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن بضرورة رفع وتطوير الوعي العام والسياسي لجميع أفراد المجتمع سواء كانوا رجالا أم نساء، بأهمية مشاركة المرأة في الانتخابات وأهمية منحها حرية الرأي في اختيارها للمرشحين في الانتخابات أو ترشحها والفوز فيها
نجود تفتح الباب وكان لشيوع قضية نجود وانتشارها أن فتحت الباب أمام عدد كبير من الأطفال الذين يتزوجون صغارا ليدعوا إلى رفع السن القانوني للزواج إلى 18 سنة للرجال والنساء على السواء.
عبرت المدرسة الديمقراطية ( الأمانة العامة لبرلمان الأطفال في اليمن) عن إدانتها الشديدة لما تعرضت له الطفلة نجود من عنف أسري من خلال تزوجها وعمرها 8 سنوات لشخص عمره 30سنة من قبل أسرتها.
وطالب برلمان الأطفال من مجلس النواب والحكومة بسن وتطبيق التشريعات الرامية إلى حماية الأطفال وتحديد سن الزواج بما لا يقل عن ثمانيي عشرة سنة.
وحذرت المدرسة الديمقراطية من مخاطر الزواج المبكر للأطفال ذكوراً كانوا أم إناثَا؛ معتبرة مثل هذا الزواج ظاهرة خطيرة يجب الوقوف أمامها ونشر الوعي بمخاطرها، معتبرة إياها تدخل ضمن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال اليمن من تهريب وعمالة وعنف أسري ومدرسي.
نجود تؤثر على المجتمع العربي وكما أثرت نجود في المجتمع اليمني كان لصدى قضيتها اثر مساوٍ في المجتمع العربي؛ ففي السعودية ناقش مجلس الشورى السعودي تقريرا حول مأساة مئات الأطفال السعوديين من ضحايا الزواج غير النظامي المؤقت من أم غير سعودية. حيث وصل عددهم إلى حوالي 900 طفل.
وطالب المجلس الاستشاري في الإمارات بوضع تشريعات لمنع زواج الإماراتيين المسنين من فتيات صغيرات أجنبيات لوضع حد لتداعيات مثل هذا الزواج على المجتمع والأسرة ومنع الزواج العرفي الذي انتشر في الآونة الأخيرة، وتستهدف من ورائه العديد من الفتيات الأجنبيات الحصول علي الجنسية الإماراتية. ويجرم القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة الزواج العرفي وتصل عقوبة فاعله الحبس لمدة شهر للمواطن ونفس العقوبة للمقيم مع التسفير من البلاد.
وذكرت دراسة عن الزواج من أجنبيات في دولة الإمارات أن 79 % من الأزواج المواطنين الذين طلقوا زوجاتهم المواطنات تزوجوا بأجنبيات، كما كشفت عن إن 62 %من المتزوجين من أجنبيات سبق لهم الزواج. ونوهت الدراسة عن الآثار السلبية التي تترتب على الأسرة والمجتمع نتيجة الزواج من أجنبيات.
جائزة امرأة العام وتمنح جائزة امرأة العام _ والتي تعلن في حفل كبير بنيويورك_ منذ 19 عاما وتنشرها مجلة جليمور الأمريكية تحت رعاية شركة لوريال لمواد التجميل- نساء قدمن مساهمات ملموسة في مجالات الترفيه والأعمال والرياضة والأزياء والعلوم والسياسة.
وذكرت المجلة المخصصة للموضة والمشاهير إنها أدرجت الطفلة "نجود علي" نظرا لتحديها وإصرارها ومن ثم انتصارها بالحصول على الطلاق عن طريق
ومن بين الحاصلات العشر على جائزة امرأة العام المذيعة التلفزيونية تايران بانكس لأنشطتها الخيرية ودعمها للشابات والسناتور هيلاري كلينتون لإلهامها أجيالا كاملة من النساء ومورين شيك المديرة التنفيذية لشركة شانيل.
كما حصلت جين جودال على الجائزة لعملها الرائد مع قرود الشيمبانزي تقديرا لما حققته في مشوارها المهني ونشاطها البيئي وأيضا الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان لتعاونها مع صندوق تنمية المرأة التابع للأمم المتحدة.
وحصلت أيضا كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية على جائزة امرأة العام ومعها ميستي ماي ترينور وكيري والش لاعبتا الكرة الطائرة الشاطئية والفنانة كارا ووكر.
ويبرز السؤال هل تنجح قضية نجود في تغيير حياة الكثير من الفتيات الصغار اللائي ظلمهن أبائهن بتزويجهن قسرا؟ وهل يتم تعديل القانون اليمني ليعطي الفتاة اليمنية حقها ويحميها من الغدر والظلم؟.. بل هل يمكن إنقاذ ألاف بل ملايين الفتيات العرب من لقاء نفس المصير المظلم ويعيد لهن أدميتهن وطفولتهن المهدرة ؟